[يسرّ "جدليّة" أن تقدّم للقراء ملفاً جديداً يعرف بعدد من الشعراء الأكراد الذين يكتبون بالعربية. سننشر مواد هذا الملف بالتسلسل على مدار الأيام القادمة وسنفعّل الروابط أدناه حال نشر كل مادة. اضغط/ي هنا للإطلاع على جميع مواد الملف]
لمْ يَعدْ يضخّ رسائل شفهية
كالبرق يُحْيي ما بيننا،
يُذكِّرني بقدسية أشياءٍ لم أشعر بها منذ زمن بعيد.
كنتُ أُسَمِّيها مُحرّك الجذور الخلاقة،
اليتيم الذي يتجانس بذكاءٍ ، بصمتٍ،
يرى الشقاء دوامةً تلمع على الشفاه
تكفي لإبتلاع ضحكةٍ كاملة.
أعتذر من قلبي
الثقب الذي تصبّ فيه كل رواسب العالم
نادراً ما يبتسم لحبة كستناء،
تُصّمد مفاتن قسوتها للشتاء
و الكلام قسوتنا الوحيدة.
أعتذر من قلبي
مع كلِّ زفْرةٍ
باسم الأحياء والموتى
والحب الذي يضرم حولنا بشكل خافت
أعدّ خطواتي، فتتوّحش الدروب في فمي
عندما تُحدّق بك النهايات
كخطرٍ مزمن، يستلقي إلى جانبك،
هل من هواء ٍ صحيٍ يعبر؟
من الحدائق التي تنمو داخلي،
تزدهر بلا نورٍ
تستقبل نوركَ، كما ولدتَ
أشعرُ بِأفيائها الكريستالية،
تُرطِّب جسدي
حيث تتبرعم فطور الأحلام في الحضيض
يحصي ألف سبب لغزارة الشعر المتساقط
ألف شعرة وشعرة على رخام العالم الصامت
أجزاءٌ إنسانيةٌ مبعثرة على آخِرها
مائلة ، بذات ذوِي الغُصيَنات على شفا نهر ٍ
على شفا نيرانٍ صديقة
يتناثر الرحيل على آخره
الى آفاقٍ شتى
نهرم فيه ... بِمهارةِ آلةٍ مُجْهدة
إسألْ ! الذي قطع آلاف الأميال المفخّخة، بلا أجنحة
بحثاً عن ماءٍ سلسبيل ٍ مثلج
ينزلق في الحلق كأغنيةٍ ريفية
تُعيد تدوير الظلمة بمهارة الآلام
ماء عينٍ
لا يبُصر لون الكَدر في تذكّر الأشياء.
يا أيها الذي يحدث،
سُحقاً
ماذا تفعل العتمة الآن حول أطراف الكون؟
أحدّثك عن القلوب المسحوقة،
التي لم يعد لها من موطنٍ
ترفرف في الريح
يسقط الواحد تلو الآخر
أسمعُ رنينها الثقيل يمر عبر فقرات ظهري
رجَّة رجَّة
وشوشة الجمر لرمادٍ بارد
آه يا قلبي الفاني
ماذا أعطيتك ؟
سوى هذا المنزل الحميم،
المزدحم بالتماثيل
تدغدغ حشريّتي
نيابةً عن الغائبين و القادمين،
يتسلقون الوريد إلى آخره
آه يا سَهَر المرتجى
حتى لو كان للتماثيل العارية آراء آخرى في أسمائكَ الحسنى
أسمائي كلها
سأبقى، أحيا بنبضاتٍ متصلة بالجحيم
آه يا قلبي
هنا منزلي،
هنا تُعزَف الموسيقى
هنا تسقط رسائل العالم قاتمةً
لِتَعرف في نهاية المطاف
كيف يغدو القلب مكتبة ضخمة
تجري من تحتها الأنهار
أنهار رمادية تحت الجفون،
وبَعد الجفون، تماماً بعده
و ما بعد الأذن جنينٌ نائم ، يرسل موسيقى جديدة
على الجبين حُفرات متقنة بعمقٍ
تكفي لرسم خريطة للبلاد
آه يا بلادي
ما أشرس الطريق
مازالت الخطى تلتفت إلى الوراء بلا تردّدٍ،
حيث الحداد أهمّ ما يحدث
لا شيء يصبح مُهّماً عندما تستيقظ في الصباح غداً
تسمع قرقعة مسامير مغروسة في العينين
تنتصب النَظرة زهرة سوداء
تتكيفُ مع دمٍ طويل الأمد
تُشرنق ابتسامة ساحلية حمراء
ابتسموا لهذا الساحل الأحمر
لِتصلكم إيماءات واضحة
قاربٌ حنونٌ يُقِلّ أسماءكم المتعانقة
قبل حلول الخريف
لتسترد الحقيقة أنفاسها إلى آخرها
إلى أطراف قلبك.
هي نفسها الرسائل المألوفة بيننا في توقٍ لا متناه
كانت تدغدغ أنفاسي المتقطّعة.
صوت يدوّي طيلة الوقت كالآخرة
هل سيكون غداً صديقاً أليفاً؟
ترتفع حدّة الموسيقا
لِتَقف عند صعود يدي اليمنى إلى الأعلى
بإصبعين من اتّهام
تأييداً لحرف ال " V "
يا له من نشازٍ هذا العالم
رهبة الفقد والضآلة
يتولّيانه
ستنتبه أخيراً ...
أنك عشتَ بنصف قلبٍ
و أنّ الفرح رميمٌ
هل يجب أن أخبرك شيئاً
شيئاً غير عادي:
موسيقى القلب غائبة الآن
لكن
ملائكتها حاضرة
هي مَنْ أوصلتني
إلى هنا
***
الشاعرة دلشان انقلي في سطور:
دلشان آنقلي شاعرة كردية صدر لها:
" وداعاً للحياة كمهنة قديمة "،– شعر، 2016